Translate

الخميس، 27 يونيو 2013

زوجة الأب، هل يمكن أن تكون سببا في انحراف الطفل ؟

زوجة الأب، هل يمكن أن تكون سببا في انحراف الطفل ؟

ليس كل زوجات الأب سيئات في التصرف مع ابن زوجها أي ربيبها، لكن نسمع عن الكثير من القصص التي تحير كل شخص يحمل ذرة من الإنسانية، والحنان حتى لو على طفل مجهول، فما بالك على طفل يعيش معك في بيت واحد.
لقرون عديدة عرفت زوجات الآباء بقسوتهن وكراهيتهن لأبناء أزواجهن، فقصص الأطفال عامرة بمثل هذه الحكايات، يؤدي الضغط الذي يعيشه أي طفل يلقى معاملة سيئة من طرف زوجة أبيه إلى انهياره سلوكيا وعاطفيا ونفسيا، خاصة إذا كان صغيرا في السن أو حتى في سن المراهقة لأنه لا يميز بعد بين الخطأ والصواب، وإن أخطأ لا يجد شخصا يصحح له الخطأ بل زوجة أبٍ تصرخ في وجهه مباشرة وتضربه كلما فعل شيئا يغضبها، ويصبح بالنسبة لها شخصا يعكر حياتها كالحماة، من جهة أخرى يرى الطفل مع زوجة أبيه عكس ما يراه مع أمه التي ولدته والتي ربما قد تكون توفيت أو طلقت، ويتمنى دائما أن تصبح زوجة الأب كأمه الحقيقية التي فارقته وتعوضه عن حنانها، فالطفل في هذه المرحلة يكون حساسا زيادة عن اللزوم، فهناك أطفال سعداء الحظ وجدوا أما ثانية بعد أمهم الحقيقية، زوجات أب ذوي قلوب رحيمة تخاف الله وترعى ربيبها مثله مثل أبنائها، حيث يعتبر يتيما في أي حال من الأحوال فيجب رعاية اليتيم مهما فعل من سوء، وتعامله كأمه وتحافظ عليه وتربيه، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام " كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة " ونضيف حديثا آخر في نفس السياق "من وضع يده على رأس يتيم رحمة، كتب الله له بكل شعرة مدت على يده حسنة" رواه الإمام أحمد.

أما فئة أخرى من الأطفال الذين لم يسعفهم الحظ في نيل أم ثانية تخاف عليهم، فهؤلاء يكبرون قبل أوانهم، ولأنهم يكتشفون مساوئ الحياة منذ صغرهم، وقد تكون زوجة أبيهم سببا أيضا في انحراف العديد من الأطفال وتشردهم في الشوارع، والهروب من المنزل أرحم من العيش تحت جلباب زوجة الأب، وتكون هذه الآفة خاصة مع العائلات الفقيرة، أين تصبح المعيشة جد قاسية مع تضخم المشاكل.
في الواقع إنه من الصعب على زوجة الأب وأبناء الزوج التعود على هذه العلاقة الجديدة، بالنسبة لزوجة الأب فإنها تنضم إلى أسرة كانت قائمة بالفعل، ويتوقع منها أن تحل مكان شخص لا يمكن استبداله «الأم الطبيعية أو البيولوجية»، وبلا شك ليس من السهل أن تحب الزوجة أطفال زوجها بكل سهولة، فالمحبة تتطلب زمنا، وعلاقة بها احترام متبادل .

هذه هي ردود فعل طبيعية لكل من زوجة الأب والأطفال، فهل يقترف الأب الذي يتزوج بعد زوجته جريمة لا تغتفر؟! وهل زوجة الأب شيطان يرتدي صورة الإنسان؟! قد يسبق اللسان فيقول نعم . لكن الحقيقة هي العكس فالأب يفكر في أولاده بمجرد وفاة أو طلاق زوجته الأولى ويعيد الزواج ليأتي بأم تخلفها، ولدينا أمثلة كثيرة يقف المرء حائرا في كلتا الحالتين إن كانت زوجة الأب تسيء أو تحسن معاملة ربيبها، عبد الوهاب مثلا"40 سنة"  يعيش مع زوجة أبيه منذ صغره و لا يعرف أمًا ثانية غيرها، أحسنت معاملته بشكل جيد حتى أنها لم تنجب أولادا ووجدت في عبد الوهاب الابن الذي لم تلده، ومنحته كل حنانها وأمومتها، وعندما كبر وتزوج اشترط على زوجته أن ترعى زوجة أبيه أي حماتها وتحسن معاملتها لان لها أفضال كثيرة عليه حتى بعد ممات والده فلم يستغني عنها ويعالجها إن مرضت إذا تطلب الأمر خارج الوطن، فالمهم بالنسبة إليه أن تكون بصحة جيدة مادامت أمه التي لم تلده ربته ووضعته في عيونها.

مثال آخر عن فتاة اسمها فلة تبلغ من العمر حاليا 27 سنة، أمها مطلقة من أبيها منذ حوالي 15 سنة، لكنها تزوجت مرة ثانية وسافرت إلى الخارج وتركت ابنتها مع زوجة أبٍ لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبها، كانت تراقبها في كل خطواتها وتحركاتها، وتشعل نار الفتنة بينها وبين أبيها، حتى حاولت البنت الانتحار عدة مرات، فلولا صديقاتها لكانت الآن في عداد الموتى، فصبرت حتى بلغت سن الزواج وفتح الله لها أبواب الخير ثم سافرت هي الأخرى كي تعيش مع عائلتها الجديدة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق